وتشمل الاضطرابات النفسية التي يتضمنها هذا القسم؛
يمكن للإنسان أن يدمن أي سلوك مهما كان مادام يحقق متعة ونشوة للدماغ، وهذه أمثلة للسلوكيات الإدمانية الأوسع انتشاراً.
على غرار تناول الطعام فإن ممارسة الجنس هو سلوك فطري يحقق متعة قد يدمن عليها الإنسان، وينتشر هذا السلوك الإدماني بشكل أكبر بين صفوف المراهقين والشباب وهي تمثل تحديا حقيقيا لهذه الفئة بسبب آثارها النفسية على المراهق خصوصا الذي يتخبط بين الشعور بالذنب وانخفاض الثقة بالنفس لكن ذلك السلوك الإدماني يمكن أن يصيب كافة الفئات من كل الأنواع والأعمار علي حد سواء.
جميعنا نشعر بالمتعة بعد تناول الطعام والإحساس بالشبع، وقد يحدث أن يدمن الإنسان على هذا الشعور بالمتعة فيتناول الطعام فوق حاجته لا لشعوره بالجوع وإنما لتحقيق مزيد من المتعة والراحة. يعد إدمان الطعام مشكلة صحية حيث يكون الإدمان على الطعام غير الصحي المشبع بالسكريات مثل الحلويات والمشروبات الغازية والوجبات السريعة الذي يؤدي بدوره إلى أمراض السمنة والسكري وغيرها.
المقامرة هي استعداد الفرد لخسارة شيء قيم بالنسبة له على أمل الحصول على شيء أكبر أو أعلى قيمة، وهي واحدة من أشهر السلوكيات الإدمانية التي ينتج عنها الإفلاس، وقد ينتج عنه الانتحار وهو الأمر الذي يتسم به هذا النوع من الإدمان مما يجعله مشكلة نفسية حقيقية دون باقي أنواع السلوك الإدماني. يسمى أيضًا باضطراب القمار، وهو رغبة لا يمكن السيطرة عليها للاستمرار في المقامرة على الرغم من الخسائر التي تسببها لحياة الفرد.
النيكوتين هو مادة كيميائية في التبغ تجعل الإقلاع عن التدخين صعبًا. يصل النيكوتين إلى الدماغ في غضون ثوانٍ من استنشاقه. وفي الدماغ، يزيد النيكوتين من إفراز الدوبامين وهو أحد الناقلات العصبية، الذي يخلق شعوراً بالسعادة وتحسين المزاج، ومع زيادة التدخين، تزداد كمية النيكوتين التي يحتاجها الفرد للشعور بالراحة وسرعان ما يصبح النيكوتين جزءًا من الروتين اليومي ومرتبط بالعادات والمشاعر اليومية.
هو اعتماد الفرد على أثار مادة كيميائية التي تحقق له الإحساس بالسعادة، مع طلب الزيادة المستمرة من جرعات تلك المادة، مع الإحساس بالتوتر والقلق إذا حيل بين الفرد وتعاطي تلك المادة الكيميائية.
ينتشر هذا السلوك الإدماني بين شرائح واسعة جدا من المجتمع بحيث يقضي الفرد عدد ساعات كبير جدا في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهدة الفيديوهات المختلفة أو لعب الألعاب الإلكترونية، تحقق هذه العوالم الافتراضية متعة للفرد وبالتالي يمكن أن يتحول السلوك العادي إلى الإفراط في الاستخدام وبالتالي الإدمان.
يعطي التسوق والشراء إحساساً بالمتعة والنفوذ إذ يستمتع البعض باقتناء الأغراض الجديدة التي تبهجهم وقد يحدث أن يدمن الشخص هذا السلوك. ينتشر هذا السلوك الإدماني في فئة الإناث أكثر من الذكور رغم أن هناك بعض الذكور الذي يدمنون أيضا هذا التصرف حيث يعطيهم إحساساً بالقوة والراحة والسيطرة على الحياة تماماً مثل الإناث.
حسب الدليل التشخيصي الدولي لمنظمة الصحة العالمية WHO هناك عوامل تشخيصية إذا اجتمعت ثلاثة عوامل منها على الأقل في الشخص يتم تشخيصه بالسلوك الإدماني وبالتالي يتم التعامل معه بصفته مدمن مع اختلاف أنواع الإدمان.
الدلالات التشخيصية الدولية لمنظمة الصحة العالمية WHO للسلوك الإدماني
- التعاطي الضار Harmful Use وهو نوع من التعاطي الذي يسبب ضرراً صحياً بالفعل مثل حالات التهاب الكبد الناتجة عن تعاطي العقاقير مثلا أو الكحول، وليس شرطاً أن يكون الضرر جسدياً فيمكن أن يكون نفسي مثل نوبات الاضطراب الاكتئابي الثانوي والذي يمكن أن يكون نتيجة لتعاطي الكحول أو إدمان الألعاب الإلكترونية أو حتى إدمان التسوق والشراء.
- متلازمة الاعتماد Dependence syndrome وهي مجموعة من الظواهر الفيسيولوجية والسلوكية والمعرفية التي يتخذ فيها تعاطي عقار ما أفضلية أو أولوية للشخص أعلى بكثير من السلوكيات التي كانت لها في يوم ما قيمة أعلى. وأكثر ما يميز تلك المتلازمة هي الرغبة القوية والجارفة في تعاطي العقاقير أو شرب الكحول أو استعمال التبغ.
- التسمم الحاد Acute intoxication، وهو حالة عابرة تعقب تعاطي العقاقير أو الكحول بشكل ينتج عنه اضطرابات في مستوى الوعي أو المعرفة أو الإدراك أو السلوك.
وقد يحدث في بعض الأحيان حالة تسممية قصيرة الأمد وإن كانت أحيانا مهددة للحياة وتشمل الرجفة والأرق والخوف وقد يسبق تلك الأعراض بعض التشنجات والهلاوس أحياناً وكثيرا ما تصاحب حالات إدمان الكحول.
- حالة الامتناع أو الانسحاب Withdrawal state وهي مجموعة من الأعراض المختلفة في شدتها تحدث للفرد عند الامتناع التام أو الجزئي عن تعاطي مادة معينة بعد تكرار استعمالها لمدة طويلة والاعتياد عليها، مثل التوقف عن التدخين بشكل مفاجئ أو التوقف عن تعاطي مواد مخدرة فجأة.
يتبادر هذا السؤال إلى أذهان معظم الأفراد المشخصين بالسلوك الإدماني، والواقع أنه طالما تم تشخيص الفرد بالسلوك الإدماني مرة فإنه يظل عرضه للوقوع في ذلك السلوك إذا لم يحكم سيطرته على نفسه بشكل قوي، لذا يقوم الفرد المتعافي بالانضمام لمجموعات الدعم والتواصل الدائم معها لتجنب حدوث انتكاسات بالمستقبل، ففي نهاية الأمر تشخيص الفرد بأن لديه سلوك إدماني هو أمر يضع عليه مسؤولية الحرص الدائم على الانتباه لعدم الوقوع في هذا السلوك طوال حياته.
يعيش الشخص المدمن في دوامة غير قادر على الخروج منها بين الإحساس بالذنب والعجز عن التوقف والرغبة في استرداد حياته الطبيعية، وقد لا يكون المدمن مدركاً لسلوكه الإدماني في بعض أنواع الإدمان. وقد يجبر السلوك الإدماني الشخص على عيش حياة انطوائية بعيداً عن التواصل مع الأخرين أو بعيداً عن أسرته والأهل والأصدقاء فالإدمان سلوك منفرداً بالأساس.
كما يعاني المدمن من مشاكل نفسية عدة كالشعور بالقلق، وتدني الثقة بالنفس وقد يقع بسهولة فريسة للاكتئاب.
أولا: مرحلة سحب السموم من الجسم والتي تعتمد علي استخدام بعض الأدوية التي تعمل على تقليل أو السيطرة على أعراض الانسحاب وتتم تلك المرحلة في العيادات المتخصصة أو بالمستشفى المتخصص.
ثانيا: مرحلة التأهيل النفسي والسلوكي
والتي تعمل على تأهيل الفرد وتجنب حدوث أية انتكاسات للسلوك الإدماني وكذلك معالجة الأعراض النفسية المصاحبة للإدمان والعوامل الضاغطة للتوقف عن ذلك السلوك وذلك بواسطة الأخصائي النفسي أو معالج الإدمان (مدمن متعافي) تحت إشراف طبيب متخصص، وهناك برنامجين علاجيين ثبت فعاليتهما بشكل كبير مثل N/A برنامج زمالة المدمنين المجهولين، وبرنامج الماتريكس لعلاج الإدمان.
Created with GoDaddy Arabic Website Builder